الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق ، للدكتور محمد حرز
خواطر رمضانية: الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق ، للدكتور محمد حرز
لتحميل الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق ، للدكتور محمد حرز.
ولقراءة الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق : كما يلي:
خواطر رمضانية
الخاطرة السادسة : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن سوء الأخلاق
الحمد لله القائل في محكم التنزيل﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون. ﴾(الأنبياء: 43) وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه, وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ( إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه” متفق عليه.,فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلي يوم الدين…. .بعد
فمن العجيب أيها الأخيار أن يصوم المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا يصوم عن سوء الأخلاق …. مالكم كيف تحكمون ؟
رمضانُ شهرُ الطاعاتِ والقرباتِ شهرُ الرحمةِ والتراحمِ شهرُ المغفرةِ والتغافرِ شهرُ الخيرِ والإحسانِ ، شهرُ الجودِ والإنفاقِ شهرٌ تزدادُ فيه الروحانياتُ الإيمانيةُ ، وتزدادُ فيه الأخلاقُ سموًا ورفعةً وجمالًا وبهاءً ،وخاصةً والصيامُ مدرسةٌ لتقويةِ الإيمانِ ومدرسةٌ للتربيةِ على كلِّ خلقٍ طيبٍ وجميلٍ .
خـلِّ الـذنوبَ صغيرَهَا **** وكبيرَهَا ذاكَ الـتُقَى
واصنع كماشٍ فوقَ أرضِ *** الشوكِ يحذرُ ما يَرى
لا تـحـقـرنَّ صـغيرةً **** إنَّ الجبالَ من الحصَى
الصيامُ مدرسةٌ للتربيةِ على كلِّ خلقٍ طيبٍ وجميلٍ . أليسَ نبيُّ الإسلامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم هو القائلُ كما في الصحيحين: « وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ». فالصيامُ مدرسةٌ تربويةٌ تُربِّي المُسلمَ على المبادِئِ الفُضلَى، والأخلاقِ العُظمَى، والمسالِك المُثلَى؛ لتُقيمَ مُجتمعًا إسلاميًّا راقيًا في أخلاقِه وسُلوكِه وتعامُلاتِه.فالمُسلمُ يجبُ أنْ يتربَّى على ضبطِ النفسِ، وعلى التحكُّم في أفعالِها؛ لتنأَى عن كلِّ خُلُقٍ رَذيلٍ، ومسلَكٍ مَشينٍ.
فالصيامُ الحقيقيُّ يرقَى بصاحبهِ عن الفحشِ والسفهِ والطيشِ والعنفِ مع مَن يتعاملُ مِمن هو قريبٌ منه ويساكنهُ مِن الزوجةِ والأولادِ وسائرِ الأقاربِ، ومع إخوانهِ مِن المسلمين بل ومع الناسِ كافةً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ )) رواه أحمد. فالصيامُ ياسادةُ لم يشرعْ لمجردِ تركِ الأكلِ والشربِ والشهوةِ وإنَّما شرعَ مِن أجلِ تحقيقٍ تقوى اللهِ بتركِ الكذبِ والفحشِ والبذاءةِ وحفظِ اللسانِ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ فَقَطْ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)).
لذا المفلسُ مَن صامَ وصلَّى وحجَّ واعتمرَ كما قال النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه و سلم لكنَّه سيئُ الأخلاقِ كما في صحيحِ مسلمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمتى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
فيا أيُّها الصائمُ! تعلَّمْ مِن الصومِ حُسنَ الأخلاقِ، وجميلَ الطِّباعِ، ومحاسِنَ العاداتِ والسُّلوكِ، تفُزْ بعظيمِ الأجرِ مِن اللهِ – جلَّ وعلا- وبدخولِ جنة النعيمِ جعلنَا اللهُ وإياكُم من أهلِ النعيمِ لحديثِ أبى هريرةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ الْفَمُ وَالْفَرْجُ» أخرجه الترمذي ؛ وفي “سنن أبي داود” بسندٍ صحيحٍ: مِن حديثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ)))و لما سُئلَ النبيُّ أكملُ المؤمنين إيماناً ماذا قال ؟فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ) رواه أبو داود
فيا أيُّها الصائمُ! ليكُنْ هذا الشهرُ مُربِّيًا في نفوسِنَا في كلِّ الأزمانِ والأوقاتِ حُسنَ الطِّباعِ، وجميلَ الأخلاقِ، وطِيبَ التعامُلِ، مُمتثِلينَ وصيةَ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – في الحديثِ الصحيحِ – الذي رواه الترمذي -: «اتقِ الله حيثُما كنتَ، وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ)) ورسولُنَا – صلَّى اللهُ عليه وسلم – مِن صفاتِهِ العظيمةِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ: أنَّهُ لم يكنْ فاحِشًا ولا مُتفحِّشًا، وكيف لا؟ وهو القائلُ: «إنَّ خيارَكّم أحسنُكُم أخلاقًا». وكيف لا؟ وهو القائلُ كما في حديثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إلى وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا قَالَ الْقَوْمُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا) رواه أحمد فبتلكَ التوجيهاتِ يسعَدُ الأفرادُ، وتأمنُ المُجتمعاتُ، وتطمئنُّ النفوسُ. فلا غرْوَ؛ فحُسنُ الأخلاقِ قاعدةُ الأمنِ والأمانِ للمُجتمعاتِ، وسيِّئُهَا أصلُ الشُّرورِ والشقاءِ في المُجتمعِ.
فسبحانَ مِن أرشدَنَا إلى جميلِ الأخلاقِ، وإلى محاسِنِ العاداتِ والسُّلوكِ، وأرسلَ نبيَّه – صلَّى اللهُ عليه وسلم – ليُتمِّمَ مكارِمَها، ويشرع محاسِنَها. قال اللهُ – جلِّ وعلا -: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4 بل لقد أثنَي اللهُ تبارك وتعالى على نبيِّنَا صلَّى اللهّ عليه و سلم غايةَ الثناءِ , وغايةَ المدحِ فقالَ ربُّنَا ( بِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [سورة أل عمران(159) بل لقد سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ) رواه أحمد
وواللهِ ثم واللهِ ما غُيبَ المسلمون عن قيادةِ الأممِ وريادةِ الشعوبِ إلا بسببِ تخلِّيهم عن مكارمِ الأخلاقِ وبحثهِم وراء القيمِ الشرقيةِ تارةً والغربيةِ تارةً آُخري لتكونَ بديلًا عمَّا جاءَ به الإسلامُ .لذا نادي النبيُّ صلُّى اللهُ عليه و سلمَ قائلًا كما في حديثِ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)رواه أبو داود وللهِ درُّ القائلِ
صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ*** فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ
وللهِ درُّ القائلِ
وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم*** فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمــًـا وَعَـــــويــــلا.
قال يحيى بن معاذ: حسن الخلق حسنةٌ لا تضر معها كثرة السيئات، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات. والخلق الحسن : صفة سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين
والأخلاق السيئة: هي السموم القاتلة والمهلكات الدامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين.
نعم لقد انعدمت الأخلاق بين الناس فأصبح الولد لا يحترم أباه ولا البنت تحترم أمها ولا التلميذ يحترم أستاذه ولا الجار يحسن إلي جاره ماتت المبادئ والقيم والأخلاق .
لذا عمَّ البلاء والجهل والضياع والهلاك ولا حول ولا قوة إلا بالله فما أحوجنا أن نحول أخلاق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي منهج حياة, وإلي واقع يتحرك في دنيا الناس. .
لذا نادي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقائلا كما في حديث أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ {
فالأخلاق طريق الفلاح وبالأخلاق تبنى الحضارات فحسِّن أخلاقك تسعد في الدنيا والآخرة …………..
نسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يتقبلَ منا صيامنَا وقيامنَا وصلاتنَا وزكاتنَا إنَّهُ ولىُّ ذلك ومولاه…
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف